فصل: فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الفوائد:

1- التصغير ومراميه: أول من تكلم على التصغير الخليل بن أحمد رحمه اللّه، ويكون للتحقير والتعظيم والترحم والتحبّب ولتقليل العدد ولتقريب الزمان وقد جمعها بعضهم بقوله:
فعظم وحقر وقرب زماني ** ترحم تحبب رزقت الأماني

وأقلل بتصغيرهم يا فتى فما زلت في محفل من معاني.
قال ابن خالويه: العرب تصغّر الاسم على المدح لا تريد به التحقير كقولهم فلان صديّقي إذا كان من أصدق أصدقائه ومن ذلك قول عمر في ابن مسعود (كنيّف ملئ علما) مدحه بذلك، وقال الأنصاري: (أنا جذيلها المحكّك وعذيقها المرجّب وحجيرها المؤام) ومن ذلك أن رجلا قال: رأيت الأصيلع عمر بن الخطاب يقبّل الحجر يريد مدحه بذلك.
واختلف في قول عمر بن أبي ربيعة في رائيته المشهورة:
وغاب قمير كنت أهوى غروبه ** وروّح رعيان ونوّم سمّر

فقال سعيد بن المسيب لما سمع هذا البيت: ما له قاتله اللّه صغّر ما كبر اللّه قال اللّه تعالى: {والقمر قدرناه منازل} قال ابن خالويه: فيجوز أن يكون ابن أبي ربيعة صغّر قميرا على المدح لما ذكرت، ومع ذلك فإن ابن أبي ربيعة قد أنشد هذه القصيدة لابن عباس فما أنكر عليه شيئا، ومن ذلك قول الرجل لابنه: يا بنيّ لا يريد تحقيره فاعرف ذلك ولابن أبي ربيعة حجة أخرى وذلك أن العرب تقول للقمر في آخر الشهر وأوله شفا قمير فيصغّرونه.
وهذا الذي ذكرناه من معاني التصغير يردّه البصريون وجميع ما ذكرناه عندهم راجع إلى معنى التحقير.
هذا ونضرب على سبيل المثال مثلا بيت لبيد بن ربيعة وهو:
وكل أناس سوف تدخل بينهم ** دويهية تصفرّ منها الأنامل

فالكوفيون ذهبوا إلى أن التصغير في قوله دويهية للتعظيم وبيان هذا أن الشاعر أراد بها الموت ولا داهية أعظم منها، فأما كونه أراد بها الموت فيدل لذلك وصفها بقوله (تصفر منها الأنامل) والأنامل هنا الأظفار وهي إنما تصفر بالموت، قال الطوسي في شرح ديوان لبيد: إذا مات الرجل أو قتل اصفرّت أنامله واسودّت أظافره.
وقد ردّ البصريون أن التصغير يأتي للتعظيم وجرى على مذهبهم الرضي المحقق فقال: قيل مجيء التصغير للتعظيم يكون من باب الكناية يكنى بالصغر عن بلوغ الغاية لأن الشيء إذا جاوز حدّه جانس ضده ورد بأن تصغيرها على حسب احتقار الناس لها وتهاونهم بها إذ المراد بها الموت أي يجيئهم ما يحتقرونه مع أنه عظيم في نفسه تصفر منه الأنامل.
وقال البصريون عن بيت لبيد: فأما قوله دويهية فالمراد أن أصغر الأشياء قد يفسد الأصول العظام فحتف النفوس قد يكون الأمر الذي لا يؤبه له.
ولا يخفى ما في هذا القول من الرصانة والقوة فتنبّه لهذا الفصل الذي وإن طال بعض الطول فهو كالحسن ليس بمملول.
2- الخيال: تختلف الخياليات باختلاف الأسباب والعادات والعرف العام فتتفاوت بالأمم فلا يستنكر قوله تعالى في هدايتهم إلى الاستدلال على الصانع الحكيم {أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت} إلخ إلا من يجهل أن الخطاب مع العرب وما في خيالهم إلا الإبل لأن معظم انتفاعهم في مطاعمهم وملابسهم ومتاجرهم منه وإلا أرض ترعاها الإبل وإلا سماء تسقيهم وإياها وإلا جبال هي معاقلهم عند شنّ الغارات، فظهر أن من وقف على أحوال العربي البدوي يعرف وجه تقارن الصور المذكورة في أذهانهم ووجه وقوعها في القرآن العظيم على المنهج المذكور، ومن أنكره من أهل الحضر فذلك لجهله بمقتضى الحال، ولقد أحسن المتنبي إذ قال:
وكم من عائب قولا صحيحا ** وآفته من الفهم السقيم

اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الغاشية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى: {وجوه} هو مبتدأ، و{خاشعة} خبره، و{يومئذ} ظرف للخبر، و{عاملة} وصف لها بما كانت عليه في الدنيا {إلا من ضريع} يجوز أن يكون في موضع نصب على أصل الباب، وأن يكون رفعا على البدل.
قوله تعالى: {إلا من تولى} هو استثناء منقطع، والاياب مصدر آب يؤوب مثل القيام والصيام، أبدلت الواو ياء لأنكسار ما قبلها واعتلالها في الفعل، ويقرأ بتشديد الياء وأصله إيواب على فيعال فاجتمعت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون فأبدلت الواو ياء وأدغم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الغاشية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[الغاشية: آية 1]

{هَلْ أَتاكَ حديث الغاشية (1)}
{هَلْ} حرف استفهام {أَتاكَ} ماض ومفعوله {حديث الغاشية} فاعل مؤخر مضاف إلى {الغاشية} والجملة ابتدائية لا محل لها.

.[الغاشية: آية 2]

{وُجُوهٌ يومئِذٍ خاشعة (2)}.
{وُجُوهٌ} مبتدأ {يومئِذٍ} ظرف زمان مضاف إلى مثله {خاشعة} خبر المبتدأ والجملة مستأنفة.

.[الغاشية: آية 3]

{عاملة ناصبة (3)}.
{عاملة ناصبة} خبران آخران لـ: {وجوه}.

.[الغاشية: آية 4]

{تصلى ناراً حامية (4)}.
{تصلى} مضارع فاعله مستتر {ناراً} مفعول به {حامية} صفة والجملة خبر آخر لـ: {وجوه}.

.[الغاشية: آية 5]

{تُسْقى مِنْ عين آنية (5)}.
{تُسْقى} مضارع مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر {مِنْ عين} متعلقان بالفعل {آنية} صفة والجملة صفة ثآنية لـ: {نار}.

.[الغاشية: آية 6]

{لَيْسَ لَهُمْ طَعامٌ إِلاَّ مِنْ ضريع (6)}.
{لَيْسَ} ماض ناقص {لَهُمْ} خبر ليس المقدم {طَعامٌ} اسمها المؤخر (إلا) حرف حصر {مِنْ ضريع} متعلقان بمحذوف صفة {طعام} والجملة مستأنفة لا محل لها.

.[الغاشية: آية 7]

{لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جوع (7)}.
{لا} نافية {يُسْمِنُ} مضارع فاعله مستتر والجملة صفة {ضريع} {وَلا يُغْنِي} معطوف على ما قبله {مِنْ جوع} متعلقان بالفعل.

.[الغاشية: آية 8]

{وُجُوهٌ يومئِذٍ ناعمة (8)}.
سبق إعراب مثيلها.

.[الغاشية: آية 9]

{لِسَعْيِها راضية (9)}.
{لِسَعْيِها} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما {راضية} خبر ثان لـ: {وجوه}.

.[الغاشية: آية 10]

{فِي جَنَّةٍ عالية (10)}.
{فِي جَنَّةٍ} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر آخر لـ: {وجوه} {عالية} صفة {جنة}.

.[الغاشية: آية 11]

{لا تسمع فِيها لاغية (11)}.
{لا} نافية {تسمع} مضارع فاعله مستتر {فِيها} متعلقان بالفعل {لاغية} مفعول به والجملة صفة لـ: {جنة}.

.[الغاشية: آية 12]

{فِيها عين جارية (12)}.
{فِيها} خبر مقدم {عين} مبتدأ مؤخر. {جارية} صفة {عين} والجملة صفة ثالثة لـ: {جنة}.

.[الغاشية: آية 13]

{فِيها سُرُرٌ مرفوعة (13)}.
إعرابها كسابقتها.

.[الغاشية: آية 14]

{وَأَكْوابٌ موضوعة (14)}.
{وَأَكْوابٌ} معطوف على {سرر} {موضوعة} صفة {أكواب}.

.[الغاشية: آية 15]

{وَنَمارِقُ مصفوفة (15)}.
معطوفة على ما قبلها.

.[الغاشية: آية 16]

{وَزَرابِيُّ مبثوثة (16)}.
معطوفة على ما قبلها أيضًا.

.[الغاشية: آية 17]

{أَفَلا ينظرون إِلَى الإبل كَيْفَ خلقت (17)}.
{أَفَلا} الهمزة للاستفهام والفاء حرف عطف ولا نافية {يَنْظُرُونَ} مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعله والجملة معطوفة على جملة محذوفة {إِلَى الإبل} متعلقان بالفعل {كَيْفَ} اسم استفهام في محل نصب حال {خلقت} ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر والجملة بدل اشتمال من {الإبل}.

.[الغاشية: آية 18]

{وَإِلَى السماء كَيْفَ رفعت (18)}.
معطوفة على ما قبلها.

.[الغاشية: آية 19]

{وَإِلَى الجبال كَيْفَ نصبت (19)}.
معطوفة على ما قبلها.

.[الغاشية: آية 20]

{وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سطحت (20)}.
معطوفة أيضًا.

.[الغاشية: الآيات 21- 22]

{فذكر إِنَّما أَنْتَ مذكر (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بمصيطر (22)}.
{فذكر} الفاء الفصيحة وأمر فاعله مستتر والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها {إِنَّما} كافة ومكفوفة {أَنْتَ مذكر} مبتدأ وخبره والجملة تعليل.
{لَسْتَ} ماض ناقص واسمه {عَلَيْهِمْ} متعلقان بما بعدهما {بمصيطر} الباء حرف جر زائد (مصيطر) مجرور لفظا منصوب محلا خبر ليس والجملة تعليل.

.[الغاشية: آية 23]

{إِلاَّ مَنْ تولى وكفر (23)}.
{إلا} حرف استثناء {من} اسم موصول مستثنى {تولى} ماض فاعله مستتر والجملة صلة من {وكفر} معطوف على {تولى}.

.[الغاشية: آية 24]

{فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعذاب الأكبر (24)}.
{فَيُعَذِّبُهُ} الفاء واقعة في جواب الشرط لما في الموصول من معنى الشرط ومضارع ومفعوله {اللَّهُ} لفظ الجلالة فاعله {الْعذاب} مفعول مطلق {الأكبر} صفة والجملة الفعلية خبر لمبتدأ محذوف.

.[الغاشية: آية 25]

{إِنَّ إِلَيْنا إيابهم (25)}.
{إن} حرف مشبه بالفعل {إِلَيْنا} خبر إن المقدم {إيابهم} اسمها المؤخر والجملة تعليل لا محل لها.

.[الغاشية: آية 26]

{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حسابهم (26)}.
معطوفة على ما قبلها والإعراب واضح. اهـ.

.فصل في تخريج الأحاديث الواردة في السورة الكريمة:

قال الزيلعي:
سورة الغاشية حديث واأحد:
1486- عَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ قال: «من قرأ سُورَة الغاشية حَاسبه الله حسابا يَسِيرا».
قلت رَوَاهُ الثَّعْلَبِيّ أَنا مُحَمَّد بن الْقَاسِم ثَنَا إِسْمَاعِيل بن نجيد ثَنَا مُحَمَّد بن إبراهيم بن سعيد ثَنَا سعيد بن حَفْص قال قرأت على معقل بن عبيد الله عَن عِكْرِمَة بن خَالِد عَن سعيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب قال: قال رَسُول الله صلى الله عليه وسلمَ... فذكره.
وَرَوَاهُ ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره بسنديه فِي آل عمرَان.
وَرَوَاهُ الواحدي فِي تَفْسِيره الْوَسِيط بِسَنَدِهِ فِي يُونُس. اهـ.